الأحد، 30 ديسمبر 2012

عذرا سيادة الرئيس لا تكن متزمتا!! د.عطية أبو الشيخ



    أخيرا لبى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي مطالب شعبه الثائر وخرج لمخاطبتهم  وتقديم الحلول المناسبة لهم للخروج من الأزمة التي عمت البلاد أخيرا، ولكنه وللأسف  زاد الطين بله مما شجع خصومه على فعل المزيد من التحديات ضده وضد نظام حكمه القائم منذ شهور خلت وها نحن وكل العرب والمصريين في مختلف أنحاء العالم نعقد الآمال العظام على بقاء مصر موحدة من أجل تغيير واقعنا المؤلم سواء أكان في مصر أم في بلادنا العربية التي ما زالت تسودها قيادات دكتاتورية فُرِضَت عليها بعد الحرب العالمية حيث تم تقسيم البلاد وتفريق العباد وزرع الفرقة والتناحر والتبعية  للغير بدون مبرر مقنع .
       ولهذا السبب كان الجميع ينتظرون بفارغ الصبر أن تسوى المسائل الخلافية بين توجهات المصريين من خلال إلغاء أو تجميد الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس المصري مما أدى إلى هذه الأزمة، والدعوة إلى حوار شامل من أجل المصالحة ورسم ملامح مستقبل مصر القائم على التوافق والتعايش ولكن وللأسف الشديد خيب الرئيس آمال النخبة السياسية المعارضة وآمال بعض المحايدين والمتعاطفين معه.
     الكل كان يتمنى التراجع عن إعلان الدستور أو تجميده  حفاظا على هيبة مصر وصون وحدتها الوطنية ولكن هيهات فقد ضيع هذه الفرصة الذهبية لتمسكه بموقفه الرافض لرأي قوى المعارضة اللبرالية وبذلك نصّب نفسه وحزبه عدوا لهذه القوى مما وحدها صفا واحدا مع أنها تكره بعضها بعضا .
     سيادة الرئيس أنت تعلم بأن هناك أعداء كثر يتربصون بمصر وبثورتها العتيدة التي أوصلتك إلى سدة الحكم وقد دفعوا ملايين الدولارات وعندهم استعداد لدفع المزيد حتى توأد الثورة وتعود حليمة لعادتها القديمة فقر وجوع وتشريد، قمع وإرهاب وتوريث لهذا السبب لا تكن يا سيادة الرئيس السبب المباشر في إيجاد الذرائع التي تهيئ الفرص لأعداء مصر وثورتها ممن يكيدون لها ولمستقبلها الموعود.
      الجميع في مصر ـ أرض الكنانة ـ  وخارجها ينتظر  جلسة الحوار التي وعد بها الرئيس آملين من الله أن يصل المتحاورون إلى وفاق ينقذ البلاد والعباد من حمام الدم المتوقع إذا استمر الحال على ما هو عليه  فالكل يضع يده على قلبه متوجسا خيفة على مصر وثورتها العظيمة، واستقرارها المنتظر، وفوق كل ذلك دماء شعبها الطيب المهددة بالسفك بسبب المواجهات المتوقعة بطريقة غير مسبوقة نتيجة صراع مرعب على السلطة متواز مع حالة تحشيد واستقطاب سياسي على درجة كبيرة من التحدي والوحشية .
         وها نحن نتضرع إلى الله عزّ وجل أن يحمي مصر وثورتها لتكون نبراسا يهتدي به كل الأحرار العرب أينما كانوا من أجل إحقاق الحق واقتلاع الفساد من جذوره لتحيا الأمة بكرامتها وحريتها بعيدا عن الانكسار والذل والهوان.
Dr.atiehjo@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق