الأحد، 30 ديسمبر 2012

لماذا تأجيل الانتخابات فورا؟! د.عطية أبو الشيخ



      

لماذا تأجيل الانتخابات فورا؟!
د.عطية أبو الشيخ
        إن الناظر بتمعن في واقعنا الأردني الذي نعيش منذ اشتعال قوس النار المحيط ببلدنا الآمن في الآونة الأخيرة يستطيع أن يرى التخبط الذي نعيشه بين موافق ومعارض،  متفهم  وغير متفهم لما يحدث في محيطه  من مستجدات وتحولات سياسية مباغتة للجميع لذا ومن هذا المقام المضطرب دعونا نتساءل ماذا نريد يا سادة ؟ أنا أقول ويقول كل العقلاء في هذا الوطن المحروس بإذن الله أن  هناك أسبابا حقيقية للمطالبة بتأجيل الانتخابات القادمة التي أقرت تواريخها في ظروف مضطربة أنقسم الأردنيون  فيها إلى المتفق المعارض وها نحن منقسمون على أنفسنا فهناك قوى سياسية تقاطع الانتخابات وتقيم المظاهرات ولدينا قانون انتخابات وضع هو الآخر في ظل ظروف معينة لا يلبي طموح جماهيرنا السياسية والشعبية وأصبح لدينا في الآونة الأخيرة خلط أولويات لدى المواطنين الأردنيين بسبب ارتفاع الأسعار الذي يعتقد البعض انه مبرر ويعتقد الآخرون بأنه غير مبرر إذن لماذا لا نتوصل إلى وفاق وطني يظهر الجاهزية الحقيقية لخوض الانتخابات التي اعتدنا على عدم نزاهتها في بعض الدورات السابقة لأسباب قد يكون وراءها زمرة الفساد التي أساءت لمقدرات الوطن .
    دعونا نتساءل بقصد الوقوف على مجريات الحدث، أنا متأكد من نزاهة الانتخابات المقبلة انطلاقا من وعد جلالة الملك بذلك ولكن أين نحن من ثقافة المواطن الأردني القادر على انتخاب من يمثله تحت قبة البرلمان بعيدا عن نائب العشيرة نائب الخدمات نائب الفزعة والنائب الذي يستغل حاجة الناس في ظل هذه الظروف الصعبة ويشتري ذمم الناس وبناء على هذا الواقع المؤلم برأيكم هل سيلبي البرلمان القادم طموحات جلالة الملك؟ هل البرلمان القادم سيكون قادرا على مناقشة القوانين ومراقبة الحكومة والعمل على إنقاذ الوطن وحمايته من الانزلاق في مهاوي الردى ؟
        وفي هذا المقام لابد من الاتعاظ فالسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه لذا أتوجه إلى كل أصحاب القرار والقوى السياسية في وطننا الحبيب العمل الجاد من أجل الوصول إلى توافق وطني لجميع الأطياف السياسية من أجل تأجيل الانتخابات ثلاثة شهور على الأقل من أجل الوصول إلى توافق وطني حقيقي قائم على التفاهم  وفتح المجال للمقاطعين للمشاركة بعد إعادة مجلس النواب السابق المنحل لإعادة النظر في قانون الانتخابات والوصول إلى قانون انتخابات عصري أسوة بقوانين الانتخابات في العالم الديمقراطي المتقدم بعيدا عن المصالح الشخصية والمكتسيات الفئوية وستجد بأن فرحة الشعب الأردني ستملأ الآفاق وتتحقق الأحلام ونحيا بكرامة في أردننا لا نضام وتجري انتخاباتنا النزيهة في فصل الربيع القادم لنثبت للعالم المحيط وكل الطامعين بأن ربيعنا  ربيع حب وسلام  لا قتل وإجرام وسنبقى ويبقى الأردن العظيم بأمن لا يضام.
Dr.atiehjo@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق