قال السابقون:" التاريخ يعيد
نفسه"، فالناظر اليوم إلى صور المرشحين لمجلس النواب الأردني التي تزيّن
شوارعنا وأماكن تواجدنا في مدننا وقرانا الأردنية، وهم يبتسمون لنا
يستجدون أصواتنا ويخططون لشرائنا لأنهم قرروا العودة إلى القبة رغم أنوفنا،
يردون إخفاء تقصيرهم وعيوبهم ونريد نحن الانتهاء من ثقافة التدليس والضحك
على الذقون، نعم يا أحفاد وصفي التل وهزّاع المجالي ومحمد الحنيطي وغيرهم
من بناة الأردن، إن هذه الوجوه التي نرى هي نفس الوجوه المزيفة المزينة
الوادعة البريئة علما بأنها ليست حقيقية بل أجريت عليها التعديلات اللازمة
باستخدام "الفوتو شوب" ، فظهرت على ما ظهرت عليه من البراءة فأعجبتنا.
نعم أيها السادة، هي نفس
الوجوه التي زُوِّرَت سابقا من قبل المتنفذين لأسباب يعلمونها هم، وعدد
جديد من تلاميذهم المستجدين بنفس المواصفات، فما أن تنتهي الانتخابات حتى
يظهر الوجه الحقيقي لهؤلاء السفاحين الجبارين فهم وللعلم لن يفكروا إلا في
أجنداتهم الخاصة ولن نراهم بعد النجاح في مدنهم وقراهم وسيرحلون فورا إلى
عمان الغربية ليفرحوا بنجاحهم ولينعموا بأموالهم وحصانتهم وجولاتهم
وسفراتهم يتباهون أمام من أوصلهم بأنهم سادة، والأدهى والأمر أنهم ينظّرون
إلينا باستعلاء ويترفعون علينا وهم لا يعرفون حتى القراءة والكتابة.
تعالوا بنا نقرأ الواقع
السياسي الأردني اليوم، هل هذه الوجوه التي نرى صورها تستحق أن تقود البلاد
خاصة في هذه المرحلة الحرجة الصعبة؟! واسمحوا لي أن أتساءل أين هم الساسة
الحقيقيون أمثال ليث شبيلات وعون الخصاونة وأحمد عبيدات وطاهر المصري وزكي
بني إرشيد وعلي أبو السكر وعلي الضلاعين وحمزة منصور وحسين مجلي وغيرهم
الكثير من أبناء هذا الوطن لماذا غابوا عن الساحة وتركونا ونحن بأمس الحاجة
اليهم؟!
إذا هـل المجلس القادم
سيكون ممثلاً للشعب ؟ وبالتالي هل الحكومة البرلمانية القادمة ستكون شرعية،
ونحن وأنتم وكل المعنيين نعلم بأن الشعب مازال جاهلا وأخص حملة الشهادات
العلمية من المثقفين الأميين في حقل السياسة ولا يعرفون شيئا خارج تخصصاتهم
ويتركون الحبل على الغارب للجهلة من ذوي الكروش المنتفخة والجيوب الممتلئة
ليتغولوا علينا ويعيثوا في البلاد وبين العباد فسادا، والناس نيام لا
يحركون ساكنا وكأن على رؤوسهم الطير لا حول لهم ولا قوة مستهترون بدور
النائب الحقيقي الذي يحسن تمثيلهم، ويكتفي شعبنا الطيب الغافل عن دوره
بالفزعة والعنصرية والرشوة وهم لا يدرون بأنهم يدقون مسمارا في نعش الوطن
يهدمه لا يبنيه، فها هي العشيرة والمصالح الشخصية والمنفعة المادية تهيمن
على توجهات الشعب حتى بعد حلّ جلالة الملك للمجلس السابق، أين القوة التي
بها يستطيع شيخ العشيرة ووجهاؤها أن يقولوا لكل مرشح سبق له أن ترشح وسقط
أو كان نائبا في المجلس المخلوع لا نريدك " المجرب لا يجرب"علما بأن عدد
المرشحين منهم كُثُر ولم لا نبحث عن آخرين يعوون متطلبات المرحلة القادمة
وهم كُثُرٌ بين ظهرانينا.
مشكلة اختيار النائب
الكفء تعتبر متعددة الجوانب حيث تتضافر مجموعة من العوامل الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية من غلاء أسعار وبطالة وعنوسة وعنصرية أدت لتعقد
المشكلة بهذا الشكل الذي نراه ونحياه ، ونظراً لأن المشكلة مرتبطة بالإرث
الثقافي للشعب الأردني، ولتراكم المشكلة لسنوات طويلة فلا بد من أن إجراء
إصلاحات اقتصادية، ودوران للسلطة وشفافية ومحاسبة للمسؤولين، ومراقبة
السلطات لبعضها البعض، كل ذلك سيؤدي إلي إصلاح اجتماعي، عندها يشعر الفرد
بأهمية دوره في الحياة السياسة، والقضاء علي السلبية والتحرك نحو المزيد من
الإيجابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق