الأربعاء، 16 مارس 2011

المعلم الذي نريد د.عطية أبوالشيخ – دكتوراه المناهج والتدريس

المعلم الذي نريد

د.عطية أبوالشيخ – دكتوراه المناهج والتدريس

معظم المجتمعات في عالمنا الكبير مؤمنة بأن التربية مهمة جداً للابتعاد عن المصادفات التي لا تفسير لها، ولهذا أنشأت المدارس، لتسهيل عملية التعلم لمساعدة الناس على تسهيل ظروف الحياة من خلال التزود بخبرات تربوية معينة من خلال المناهج.

ويتم إعداد المعلمين من خلال الكليات والجامعات فيتخرجون بدرجات عملية مختلفة في التربية وهذا لا يعني أن يكون المعلم فعالاً في تدريسه وقادراً على تصميم مواده التعليمية.

والتخرج من الجامعة والحصول على درجة جامعية في التربية لا يعني بالضرورة أن يكون هذا الخريج فعالاً في تدريسه قادراً على تصميم مواده التعليمية والمحتوى التدريسي، والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً من هو المعلم الجيد؟ ومن هو المعلم الفعال ؟ وهل المعلم الجيد والمعلم الفعال نفس الشيء؟

والتدريس عند معلم قد يكون جيداً وعند آخر قد يكون سيئاً لأن معايير القياس مختلفة عند الاثنين، مهما يختلفان في الأسلوب والطريقة وبهذا نجد المعلم الفعال والمعلم الجيد والمعلم السيء والذي يهم الجميع هنا المعلم الفعال ذلك المعلم القادر على تصميم دروسه والإتيان بتجارب وأمثلة خارجية جيدة للتعلم المقصود، ما يمكنهم من تحقيق أهداف بناءة مع طلابهم، ولكن ما الذي جعل المعلمين يختلفون عن بعضهم البعض؟ نجد أن البعض يرى أن الأبعاد المهمة تكمن في شخصية المعلم ، فالمعلم عند هؤلاء يجب أن يكون صديقاً مبتهجاً، متجانساً، مستقيماً أخلاقياً، متحمساً، فكهاً وذا دعاية، عادلاً، ديمقراطياً، متفهماً، مبتكراً، جذاباً، سريع الاستجابة، هادئاً متزناً واثقاً من نفسه.

أما المعلم غير الفعال فقد يكون متحيزاً، أوتوقراطيا، غير متفاعل، خشنا، لا مبال، مراوغا غريب الأطوار، سريع الاهتياج والغضب غير واثق وغير متأكد. والمعلم اليوم عليه أن يراعي كفاءته وقدرته حتى يكون معلماً فعالاً من حلال التزود بالنظريات النفسية عن التعلم والسلوك الإنساني من خلال الدراسة والتدريب منذ اليوم الأول للالتحاق بهذه المهنة والعمل على تطبيق هذه النظريات على أرض الواقع وتوظيفها لحل مشكلاتهم في الميدان.

كذلك لا بد من عرض الاتجاهات والمواقف التي تدعم (تعزز) التعلم وتنفي العلاقات الإنسانية ومن هذه الاتجاهات: اتجاها المعلمين نحو أنفسهم وطلبتهم وأقرانهم وأولياء أمور الطلبة والمادة التعليمية التي يدرسونها ويجب أن تكون هذه الاتجاهات إيجابية لأن ذلك سينعكس على كل جزئية من جزئيات العملية التعلمية التعليمية.

ولا بد للمعلم أن يلم بجوانب المادة التعلمية التي يعلمها ليكون قادراً على تدريسها بقناعة وحكمة من خلال الاختيار والتحليل وتحديد الأهداف وطرق التدريس والوسائل الملائمة وأساليب التقويم التي تقيس مدى تحقق الأهداف المنشودة.

أما مهارات التدريس المختلفة على المعلم الفعال أن يكون قادراً على مواكبتها واختيار المناسب منها لتنفيذ الدروس بسهولة ويسر.ولا ننسى في هذا المقام المعرفة الشخصية للمعلم والتي تضم فهم المعلمين للظروف التي يجب أن يعملوا بها وهذا يتضمن اعتقادات المعلمين وعاداتهم التي تمكنهم من القيام بواجباتهم في المدرسة.

وفي زماننا هذا وفي ظل التفجر المعرفي والتطور التكنولوجي وثورة الاتصالات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة وأدى إلى تضاعف المعارف بشكل كبير جداً ظهرت أدوار حديثة للمعلم يتوجب عليه أداؤها كي يواكب متطلبات العصر الذي نعيشه ألا وهي:

- إكساب الطلبة المعارف والحقائق والمفاهيم العلمية الوظيفية.

- تنمية الطلبة في جوانبهم المختلفة العقلية والنفسية والاجتماعية.

- تهيئة الطلبة لعالمهم الجديد وعالم الغد ( المستقبل).

- مساعدة الطلبة على التعلم الذاتي واكتشاف المعلومات بذاتهم.

- تنمية قدرات الإبداع لدى الطلبة من خلال توظيف التقنيات الحديثة.

- ترسيخ أساسيات التربية لدى الطلبة.

- ترسيخ الجوانب الأخلاقية لدى الطلبة.

- ترغيب الطلبة في المعلم والتعليم.

- يجب أن يكون المعلم أداة للتجديد لنفسه والطلبة.

- يقدم ثقافة المجتمع لطلبة من عادات وقيم ومعتقدات.

- ينظم المعلم النشاطات التربوية اللاصفية والإشراف على بعضها.

- يمارس المعلم دورة في ضبط نظام الصف والإمساك بزمام الأمور.

ولا ننسى بأن المعلم عنصر تعاوني مع زملائه ومع العاملين في المدرسة وشريك في إدارة مدرسية، وهو أيضاً شريك لأولياء الأمور في تربية أولادهم وعنصر فاعل ايجابي في إعلاء شأن مهنتهم، كما له دور في تقويم عناصر المنهاج بالتعاون مع المسؤولين، وهو أيضاً مسؤول عن تنمية ثقافته المهنية والعلمية والاجتماعية، وله دور هام في توطيد التعاون مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى. والمجتمع لا ينكر بأن للمعلم عليه فضلاً لا ينكره إلا جاهل أو مكابر ، فللمعلمين منا جزيل الشكر والعرفان على ما يبذلونه في سبيل تعليم أبنائنا ما ينفعهم .

Dr.atiehjo@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق