مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسول الله الكريم، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد:
يتعرض الإسلام في أيامنا هذه لهجمة ظالمة من قوى البغي والعدوان، وأعداء البشرية المنتشرين على مد امتداد العالم، سواء أكانوا من غير المسلمين، أم كانوا ممن يدعون الانتساب للإسلام ويقومون بأفعال غير مسؤولة باسم الدين ويهدفون بذلك تشويه صورة الإسلام الحنيف، وطمس هويته، والنيل من مبادئه، فقد رماه هؤلاء الأوغاد على اختلافهم اليوم من قوس واحدة، ووصفوه بأنه دين الإرهاب، والعنف، وساعدهم في ذلك التكنولوجيا الحديثة التي استغلهاهؤلاء المزورون للحقائق.
واستطاع أعداء الإسلام أن يلبسوا ديننا الحنيف ثوب الجريمة، والقتل والتفجير والتدمير زورا وبهتانا، فأصبح الإسلام اليوم أحوج ما يكون إلى دعاة مخلصين قادرين على عرض مبادئه السمحة يحسنون جذب الناس يبشرون ولا ينفرون، ييسرون ولا يعسرون، ويوضحون ولا يعقدون.
في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وفي شهر رمضان المبارك من العام الهجري 1425هـ ، الذي يمثل الصورة المشرقة التي عهدها المسلمون والتي اتسمت بالعزة، والكرامة والسؤدد والبسالة والانتصارات والفتوحات صدرت رسالة هاشمية صادقة وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى أخوته في ديار الإسلام خاصة وإلى كل الناس في هذا العالم.
رسالة خطها القائد الهاشمي يصارح فيها الأمة في هذه الفترة العصيبة من مسيرتها، بما يحيط بها من خطر داهم، وما يواجهها من تحديات تهدد هويتها، وتمزق كلمتها وتعمل على تشويه دينها والنيل من مقدساتها.
رسالة عمان تبرز بشكل واضح سماحة الإسلام ووسطيته وانفتاحه على حضارات العالم، وتعكس قيم الخير ومبادئ الحق والعدل التي تركز عليها رسالة الإسلام.
محاور رسالة عمان الرئيسة:
1. بيان صريح لأمة الإسلام يظهر ما يحيق بها من أخطار وذلك يظهر بصورة جلية من خلال تهديد الهوية الثقافية للأمة عن طريق التجهيل بتاريخها، وتهميش دورها، والتقليل من شأنها والنيل من مبادئها. وتفريق كلمتها بإثارة النعرات والعصبيات والإقليميات والخلافات. وتنال من مقدساتها بالاحتلال العسكري تارة، وإثارة الشبهات وإشاعة الأباطيل والإساءة إلى القرآن الكريم، والى النبي العظيم محمد (ص) تارة أخرى.
2. الحديث عن ظاهرة الإسلام فوبيا (الخوف من الإسلام)، حيث ذكرت إن من أهم أسبابها:
أ. تشويه الدين، وقلب حقائقه والافتراء عليه، وإلصاق الاتهامات به، والتقليل من شأنه، ومن أثره في حياة الناس، والنيل من رموزه وعلمائه.
1.ب. تصرفات فردية خاطئة من قبل بعض المسلمين يمارسونها إما جهلاً وإما تضليلاً، وتحسب على الإسلام وهي ليست منه أبداً.
3. سماحة الإسلام وإنسانيته وأنه منهج رباني شامخ يتعالى على كل صور الاندفاع الإنساني نحو الانتقام والاستعلاء والغرور، ويتعامل مع الآخرين، بالبعد الإنساني الذي يمثله كل واحد منهم، فيكرمهم ويتقبلهم ويحترم حقهم في الاعتقاد والرأي والتعبير، ولا يترفع عن مناصحتهم وحوارهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
4. النهج الهاشمي في إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام (التزام تاريخي موروث) يتمثل فيما يلي:
.ـ بيان خصائص الإسلام ومميزاته.
.ـ الرد على الافتراءات والاتهامات.
.ـ مخاطبة الآخر بلغته والتحاور معه.
.ـ ملاحظة عدم الوقوع في شرك الاستفزاز وردود الفعل.
.ـ الصبر وطول المدى وعدم اليأس.
.ـ بيان صفحات مشرقة من تاريخ الإسلام في جميع مجالات الحياة.
.ـ عرض جوانب مشرقة من حضارة الإسلام وإسهاماته في الحياة الإنسانية.
.ـ تحميل كل مسلم مسؤوليته تجاه هذا الدين.
1.5. أركان الإسلام وأثرها في بناء اجتماعي قوي متكافل ومتراحم بحيث يترسخ ذلك كله من خلال القواعد الإسلامية الناظمة للسلوك الإنساني بكل ميادينه وأبعاده على مستوى الفرد والجماعة.
.6. إنسانية التشريع الإسلامي ويبدو ذلك من حرص الشريعة على تأكيد ما يلي:
.ـ وحدة الجنس البشري وأن أصلهم واحد.
.ـ إلغاء جميع الفوارق القائمة بين الناس على أساس الجنس أو العرق او اللون او النوع أو ما شابه ذلك.
.ـ إلغاء نظام الطبقات والتأكيد على تساوي الجميع في الحقوق والواجبات.
.ـ الاستقامة وحسن الأداء والتعامل هي الأسس المقررة للتفاضل بين البشر.
.ـ مبادئ الإسلام في المرأة.
.ـ رعاية المسنين في الإسلام.
.ـ حقوق الأطفال وتربيتهم في الشريعة الإسلامية.
.ـ حق الجار في الإسلام.
.ـ حقوق غير المسلمين في المجتمع الإسلامي.
7. مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس والمال والعرض والعقل والدين.
8. القواسم المشتركة بين أتباع الديانات، والتي تصلح أن تكون منطلقاً للحوار والتقارب من اجل الوصول إلى تفاهم مثمر لا يمس الاستقلال الفكري أو التميز العقدي لكل منهم، ومن ذلك: (السلام والأمن والعدل والتكافل والرحمة والحقوق والواجبات).
1.9. منهج الدعوة إلى الله تعالى، ومن أهم سمات هذا المنهج أنه يقوم على اللين والرفق، وبعد المدى وعدم الاستعجال، وانه ينبذ العنف والغلو والتطرف والإكراه.
10. سماحة الشريعة الإسلامية، ذلكم أن التسامح والعفو يعبران عن سمو النفس الإنسانية واستعلائها على نزعة الانتقام والأنانية، وهذا فيما يتعلق بالحق الشخصي، وليس يعني ذلك تنازلاً عن شيء من دين الله الذي لا يملك احد الحذف منه أو الزيادة عليه.
11. القانون الدولي في الإسلام، وأخص ما في هذا القانون احترام الشريعة للعهود والمواثيق وتحريمها الغدر والخيانة، ومنعها الاعتداء على المسالمين والمدنيين وممتلكاتهم سواء كانوا أطفالاً في مدارسهم أو رهباناً في صوامعهم، أو نساء لا علاقة لهن بالحرب، مثلما يحرم الإجهاز على الجرحى، ويحرم قتل الأسرى.
12. خصائص التشريع الإسلامي، وأهم هذه الخصائص الواقعية والربانية والشمول والاعتدال والوسطية والتوازن، إضافة إلى اليسر وعدم الحرج والابتعاد عن الغلو والتشديد والتطرف.
1.13. الغلو والتطرف ليس سمة لأمة بعينها، والدليل على ذلك انك تجد هذه الممارسات عند كثير من الناس بصرف النظر عن ديانتهم أو مبادئهم.
1.ولكننا نؤكد أن الإسلام وقف بقوة في وجه مثل هذه التصرفات منذ زمن نزول القرآن، ليرسخ مبادئ التيسير والبعد عن التعسير، ورفع الحرج عن الناس، والرأفة بهم والرحمة عليهم، وشواهد ذلك من الكتاب والسنة لا تحصى.
14. أخلاق الإسلام في الوسائل والغايات، فغايات الإسلام شريفة وكذلك وسائله تحظى بالشرف والحماية نفسها، فلا يصح ولا يحل أن نصل إلى الحلال من بوابة الحرام، فالغاية لا تبرر الوسيلة في ديننا، وبذلك فلا يرضى الإسلام الغدر ولا الخيانة في التعامل مع الأعداء والمحاربين، فضلاً عن غيرهم من الناس.
ويرفض التشريع الإسلامي الغش والاحتكار والرشوة والسرقة مهما بررنا لهذه الأفعال من نوايا خيرة، إذ الخير في الوسائل ضد الخير في الغايات، فنقاوم الظلم ونعمل على إقرار العدل بالوسائل المشروعة.
15. استنكار المفهوم المعاصر للإرهاب، وتحريم الاعتداء على النفس الإنسانية بصورة باغية متجاوزة لأحكام الله، فلا عدوان على المدنيين المسالمين مثلما يحرم استخدام وسائل غير أخلاقية في معاملة الأسرى، أو الإساءة إلى دينهم ومعتقداتهم، ويحرم هدم العمران واستباحة المدن.
16. مطالبة الأمة الإسلامية بالأخذ بأسباب القوة والمنعة، وأن قوة الأمة الإسلامية ليست موجهة ضد أحد، ولكنها صمام أمان لحماية المسلمين وحماية حقهم في نشر دينهم والدعوة إليه.
17. دعوة المجتمع الدولي للعمل بجدية على تطبيق القانون الدولي، واحترام المواثيق والقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة وإلزام كافة الأطراف للقبول بها ووضعها موضع التنفيذ بعيداً عن ازدواجية المعايير التي تسهم في كثير من الأحيان بالتشجيع على العنف والغلو والتطرف.
18. دعوة المسلمين للانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر، ذلكم أن المسلم لا يمكن أن يكون سلبياً أو مهمشاً أو معزولاً، بل هو شريك في بناء المجتمع الإنساني وصيانة تقدمه، وذلك عن طريق مدّ اليد إلى كل قوى الخير والعطاء، وفي ذلك إعلان عملي عن مبادئ ديننا ونظرته إلى الكون والحياة والإنسان.
19. تطوير مناهج إعداد الدعاة، إذ يجب أن نعمل على إعداد هؤلاء الدعاة وتأهيلهم للقيام بالواجب الملقى على عاتقهم، والتأكد من أنهم مدركون لروح الإسلام ومنهجه في بناء الحياة الإنسانية، وكذلك اطلاعهم على الثقافات المعاصرة، والإفادة من ثورة الاتصالات وانتشار الحضارة، إضافة إلى ترسيخ منهجية التربية الإسلامية في نفوسهم والتي من شأنها إيجاد الإنسان الصالح.
20. منهج الإسلام في التنمية الإنسانية الشاملة لجوانب الجسم العقل والروح، وتجاوز حدود النفس إلى حدود المجتمع في رعايته اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً على نحو متوازن.
21. ترسيخ قواعد العدل والطاعة والشورى، إذ يدوم بهذه القواعد بناء الأمة وعزها وتماسكها وتدوم بذلك وحدتها.
1.22. دور العلماء في بيان حقيقة الإسلام، وتبدأ أهمية هذا الدور في حماية الشباب من مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعية، وإنارة دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية وترتيب الأولويات، وأن يكون العلماء قدوة للناس في الالتزام بالدين الكامل الذي لا يبدو جماله إلا في كماله.
23. الحذر من اليأس والتشاؤم، وإشاعة أجواء التفاؤل بالخير القادم والفرج المأمول، وذلك في قراءة واعية لأحداث الماضي وعبره، واستشرافاً لمتطلبات الحاضر وحاجات المستقبل.
مضامين رسالة عمان التربوية:
انبثقت رسالة عمان من فكر صاحب الجلالة المتقد حكمة ورشدا، ومن قلبه الممتلئ حبا لأهله ولأمته ولإنسانيته جمعاء، ليقول لكل هؤلاء ولكل المنطقيين والصادقين والساعين لحياة آمنة مطمئنة، حياة ملؤها المحبة والسلام، حياة نور وثقافة، حياة عطاء وبناء مجتمع إنساني يعيش إنسانه في أسرة واحدة تتماسك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
نعم ليقول لهم إن رسالة عمان هي الإسلام في جوهره وحقيقته؛ هذا الدين الذي يدعو المسلم للتعايش مع الآخرين حيثما كانوا في محبة وسلام، كيف لا وهم من أب واحد تجمعهم أخوة الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والتسليم.
رسالة عمان تستحق من القائمين على العملية التربوية برمتها النظر والتحليل العميق لأبعادها ومضامينها التربوية المتنوعة والغزيرة المعاني والأبعاد، فقد سبق وأن عقدت المؤتمرات والندوات اللقاءات التي تناولت هذه الرسالة العظيمة من جوانبها المختلفة سواء أكان ذلك في الصحافة أو التلفاز أو الدوريات وغيرها.
ووزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي قامتا من خلال المؤسسات التربوية التابعة لهما بتحليل رسالة عمان ووضع الخطط الفاعلة لإيصال مضامين هذه الرسالة إلى كل المعنيين من أبناء وبنات هذا الوطن من أجل العمل بمبادئها تلبية لنداء جلالة الملك المستمد من شريعة الإسلام الحنيف.
وفي هذا المقام يتناول الباحث الجوانب التربوية التي أشارت إليها رسالة عمان بالبحث والتمحيص والمناقشة وتقديم النتائج إلى كل المعنيين في أردننا الحبيب والعالم، وذلك لتوظيفها وتحقيق الهدف المرجو من هذه الرسالة بأسرع ما يمكن.
ومن هذا المنطلق سنعمل جاهدين أن تكون رسالة عمان مشعلا نهتدي به ونبعا صافيا نستقي منه في كل مواقفنا التربوية ومناهجنا ونهجنا التربوي، لترسيخ القواعد التي أرادتها رسالة عمان في عقول أبنائنا الطلبة لنعكس ذلك في سلوكهم وتصرفاتهم الحياتية لما فيه من الخير لأمتنا الإسلامية ومستقبل أردننا الحبيب الذي نعتز جميعا بالانتساب إليه والعمل من أجل رفعته.
ان رسالة عمان تزخر بالمضامين التربوية وفي هذا السياق سنشير إلى المواقف الأكثر أهمية والتي نتعرض لها يوميا:
1. أكدت رسالة عمان على تحبيب الإنسان ـ على اختلاف مستوياته ـ برسالة الإسلام بطريقة علمية أصيلة تخلو من الانفعال أو الضعف وبشفافية راشدة أصيلة، فالموقف التربوي المطلوب يستدعي العلم الأصيل الذي يخلو من الانفعال وضعف الحجة، ويعتمد على الحجة القوية الأصيلة التي تستند إلى ركائز علمية راسخة، وبأسلوب علمي شفاف يجذب المتعلم والقارئ والسامع والمشاهد، كذلك الاهتمام بالبناء التربوي الشامل للفرد المسلم وتأكيد ثقته بذاته المتميزة.
2. أكدت رسالة عمان على أن بناء شخصية الفرد المتكاملة المتوازنة التي تثق بذاتها وغيرها لن يحقق لها ذلك إلا من خلال الاهتمام بالبحث العلمي، والتعامل مع العلوم المعاصرة على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان، ولن يكون ذلك إلا من خلال الإفادة من إنجازات العصر وتوظيفها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاتصالات التي تسهل المواقف التربوية خاصة في هذا العصر؛ عصر التكنولوجيا والتفجر المعرفي وتضاعف المعارف بسرعة كبيرة جداً.
3. تؤكد رسالة عملن ضرورة ولوج عصر التكنولوجيا والاتصالات من خلال تبني نهج إسلامي متميز أصيل راسخ الجذور.
ومن هنا لابد من تناول جميع الجوانب الشخصية للفرد المسلم وعلى رأسها: الروحية والاقتصادية والاجتماعية واحترام حقوق الإنسان وإعطائه الحرية ليعبر عن نفسه بحرية وتجرد وصولا لتحقيق الحياة الكريمة والأمن لأبنائنا الطلبة ومساعدتهم على توظيف ما تعلموه في حياتهم اليومية.
4. كذلك أكدت رسالة عمان بكل شفافية على المشاركة والتشارك والتعاون والعمل الجماعي والإفادة من تجارب غيرنا وان تركز مؤسساتنا التربوية على مبادئ العدل والشورى والاحترام المتبادل واحترام الرأي والرأي الآخر .وصولا لتأليف القلوب وتآلفها وعدم التمييز في تعاملنا مع أبنائنا الطلبة مؤكدين على المحبة والمساواة بين الجميع بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون أو الجنس ...الخ.
5. ومن المواقف التربوية التي دعت إليها رسالة عمان مبدأ القدوة وأهميتها وخطورتها فالمربي يفترض أن يكون قدوة ومثلا في الدين والخلق والسلوك والالتزام التربوي والحكمة والدقة في كل مواقفه و آرائه.
6. وركزت رسالة عمان على ضرورة تطوير العقل والفكر وتبصيرهما بما يحدث بفكر ثاقب مستنير وان ننظر إلى الأمور ببصيرة وعقل ومناقشتها بتجرد وعقل متوازن متبصر لما يحدث حولنا في هذا العالم .
فنحن في هذا الوقت بالذات بأمس الحاجة إلى العقل في مواقفنا التربوية ومناهجنا الجديدة وبالعقل نبتعد بأبنائنا عن الجهل والانغلاق والتعصب للرأي سواء أكان خطأ أم صوابا مبتغين إنارة الطريق لهم للتفكير بتجرد وسماع الرأي الآخر والمناقشة بحرية .
7. ومن المبادئ المهمة التي تتضمنها رسالة عمان التأكيد على مبادئ المشاركة والتشارك والتعاون في مجموعات العمل أو الرأي وان يسهم كل فرد بما يستطيع ومراعاة الفروق الفردية والاستعدادات النفسية والمهارية وغيرها للفرد وإتاحة الفرصة للمشاركة بالتساوي .
8. أظهرت رسالة عمان ضرورة تحقيق إنسانية الإنسان وتكريمه وتميزه مبرزين الصورة الحقيقية للإنسان ولأبنائنا الطلبة بهدف الوصول إلى بناء شخصية حقيقة فريدة متميزه فاعله نشطه شفافة تسهم في بناء المجتمع المحلي والعالمي .
مواقف تربوية كثيرة أشارت لها رسالة عمان التي تريد الخير للأمة الإسلامية والعالم ولابد في هذا المقام من الإشارة إلى مبدأ مهم تكاد تجده في كل فكره من أفكار هذه الرسالة إلا وهو استشراف المستقبل ومواجهة التحديات المستقبلية التي تواجه البشرية والإنسان أينما كان وبذلك نستنتج أن رسالة عمان تحمل في طياتها هذا الهم الكبير الذي يؤرق البشرية بمجموعها حكاما ومحكومين علماء وطلاب علم ، فقراء وأغنياء ، ذكورا وإناثا .
وبهذا نستشف بأن هذا المبدأ هو الركن الأساسي في رسالة عمان هذه الرسالة الإنسانية العربية الإسلامية الأردنية الهاشمية التي لاتعرف الحقد أو البغضاء .
حقا إنها رسالة شاملة شفافة أصيلة داعين لها الاستمرارية والرعاية أنى كانت لأنها تعالج الحياة المعاصرة من معظم أبعادها فحريّ بنا ـ في كل مقام ـ الاهتمام بكل موقف فيها لتأكيده وتوظيفه في مواقفنا التعليمية الهادفة ومن ثم في حياتنا اليومية .
ومما تقدم حاولنا استخلاص المواقف التربوية التي تضمنتها رسالة عمان الرسالة الابلغ والأشمل أو لنقل بكلمة أخرى رسالة القرن الجديد وبإطلالة أردنية هاشمية عمانية أصيلة واعدة متفائلة علها تجد أذنا صاغية وعقولا متبصرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق