السبت، 5 مارس 2011



إلى متى العنف يا أحبائي؟؟
بقلم د عطية ابو الشيخ
لقد شاء القدر أن أزور بعض بلاد الغرب والشرق للسياحة والاستكشاف وكم كانت فرحتي عظيمة بتلك الزيارة التي هيأت لي دخول صروح علمية كثيرة من مدارس ومعاهد وجامعات فوجدتها تعج بالطلبة والطالبات والعاملين والعاملات وأسعدني هؤلاء الناس على اختلاف أعمارهم وألوانهم ولغاتهم وأديانهم وهم يتعاملون برقة وحفاوة وطباع حسنة، ومشاعر لطيفة, وأدب جم مع الآخر، يمتثلون للقانون ويعملون يدا بيد من أجل أمتهم وقوميتهم ومستقبلهم في هذا العالم الواسع .

وحيث كنت أستذكر ذلك الواقع الجميل قفز إلى مخيلتي واقع الجامعات في بلادي في أيامنا هذه فوجدته واقع فيه شيء من القهر والقسوة على هؤلاء الناشئة إلا من رحم ربي، فبعض المدرسين يقسون في الكلام عليهم فنجد بعض الأساتذة ـ عن غير قصد ـ إذا سأله طالب أو طالبة أكفهرَّ وعبس وقسا عليه في الكلام كذلك إذا قسا طالب على طالب آخر بالتلميح أو التصريح أو نظر إليه أو إلى زميلته أقام الدنيا ولم يقعدها إلا نتذكر أيها الآباء والأمهات أيها المعلمون والمعلمات بان القهر يولد قهرا وأن الحب يولد حبا , إذن علموهم الحب لنحصد حبا .

ونخلص هنا إلى ظاهرة العنف التي اجتاحت مؤسساتنا التربوية وعلى رأسها الجامعات حيث يختلف الكثيرون من الباحثين والدارسين والمهتمين في تصنيف العنف الطلابي في الجامعات الأردنية في حين يعتبرها البعض ظاهرة غريبة على مجتمعنا الأردني الحبيب وتستحق الدراسة يرى البعض الآخر أنها لا ترقى إلى مستوى الظاهرة وإنما هي تصرفات عدوانية استثنائية لبعض الطلبة .

ويشهد موضوع العنف في جامعاتنا المنتشرة على مد امتداد الوطن اهتماما كبيرا من مختلف شرائح المجتمع هذا السلوك العدواني الذي اتخذ إشكالا متعددة مثل الاعتداء الجسدي والاعتداء اللفظي وإتلاف الممتلكات العامة وما شابه ذلك وهذا السلوك من اخطر المشكلات التي تواجه الوسط الجامعي بمكوناته المختلفة للأسف يلجأ إليه البعض حين يعجز العقل عن الإقناع والإدراك والفهم وتغيب لغة الحوار مما يؤدي إلى انغلاق العقل وهنا تتكلم لغة اليد .


في السنوات الأخيرة ازدادت ظاهرة العنف في الجامعات الأردنية بشكل ملفت للنظر وذلك يعود إلى قلة الوعي وعدم تحمل المسؤولية لدى بعض الطلبة ونطالب نحن الأردنيون بتطبيق القانون والتعليمات بحق كل مخالف للقضاء على هذه الظاهرة آملين عدم تدخل الواسطة من أجل عرقلة القانون لأننا في الأردن بلد تسوده الديمقراطية وحرية التعبير كما أراده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين .

إن الحل يأتي من خلال تفعيل دور الأسرة والمسجد والمدرسة والجامعة في الأخذ بيد الناشئة من الشباب قبل وقوع المحذور ويكون ذلك من خلال عقد لقاءات بين الطلبة والتقريب بين وجهات نظرهم وإشعارهم بأنهم وحدة واحدة في الجامعة وخارجها. وتغيير المفاهيم الخاطئة حول الرجولة والعشيرة من خلال مناقشة الطلاب باستمرار ومعرفة المفاهيم الموجودة لديهم وتعديل الخاطئ منها وتفعيل دور مجالس الطلبة ونشر مفاهيم التسامح وتقبل الآخر.
dr.atiehjo@ gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق