الأحد، 15 فبراير 2015

طرائق تدريس القراءة والكتابة


      القراءة في أساسها عملية ترمي إلى ربط لغة التحدث بلغة الكتابة. ولقد كان مفهوم القراءة أول الأمر يتمثل في تمكين المتعلم من المقدرة على تعرف الحروف والكلمات ونطقها، فكان مفهوم القراءة ضيقا محصورا يتمثل في الإدراك البصري للرموز المكتوبة، وتعرفها والنطق بها، وكان القارئ الجيد هو الذي ينطق جيدا ويقرأ بصوت مسموع واضح،ويخرج الحروف من مخارجها الصحيحة. وطبقا لهذا المفهوم كانت القراءة الجهرية مدار التدريب على القراءة في جميع مراحل التعليم،وكذلك كان اتجاه المعلم في تعليم المبتدئين، فلقد كان همه ان يعلمهم معرفة الرموز والنطق بها دون الاهتمام بالفهم او المعاني التي وراء تلك الرموز،على أساس ان الفهم سيأتي مع الأيام بالتدريب والمران.


      ولقد تغير هذا المفهوم نتيجة للبحوث والدراسات التربوية التي قام بها كثير من المربين وعلماء النفس،فقد توصل هولاء إلى ان القراءة ليست عملية آلية يكتفي فيها بنطق الحروف والكلمات، ولكنها عملية معقدة يدخل فيها من التحليلات العقلية ما يدخل في غيرها من المواد الأخرى، والفهم فيها يمثل عنصراً أساسيا لابد منه،ومن ثم أصبح مفهوم القراءة هو تعرف الرموز والنطق بها،وترجمتها إلى ما تدل عليه من معان وأفكار،فالفضل بين الرمز ومعناه لايعطي المتعلم حافزا للتعلم،وكان من نتيجة هذا التطور ان نالت القراءة الصامتة عناية كبيرة في مجال البحوث المتعلقة بالقراءة.
      ثم تطور هذا المفهوم بان أضيف إليه عنصر آخر هو تفاعل القارئ مع النص المقروء تفاعلا يجعله يرضى، او يسخط، او يعجب او يسر،او نحو ذلك مما يكون نتيجة لنقد المقروء،والتفاعل معه.ومن هنا أصبح الاقتصار في مفهوم القراءة على النطق والفهم ليس كافيا،ولذلك ظهر تحول جديد في مفهوم القراءة يركز على القراءة الناقدة التي تمكن القارئ من تحليل ما يقرأ ونقده، وإبداء الرأي فيه،ومناقشته،والاتفاق مع ما يقرأ او الاختلاف معه،ثم حدوث رد الفعل من القارئ، وبذلك أصبح مفهوم القراءة: نطق الرموز ونقدها وتحليلها والتفاعل معها،وحدث رد فعل بالنسبة لها.
ثم انتقل هذا المفهوم الأخير إلى صورة أوسع في تحديد معنى القراءة، إذ لافائدة من النطق والفهم وتحليل المقروء ونقده والتفاعل معه من غير ان يكون لهذا المقروء قيمته في مساعدة الفرد على الانتفاع في مواقف الحياة العملية، وبذلك أصبح مفهوم القراءة، بالإضافة إلى ما سبق، تمكين القارئ من استخدام ما يفهمه من القراءة والانتفاع به في المواقف الحيوية،ووسيلة من وسائل تسليته واستمتاعه.
والمهارات القرائية الاساسية في اللغة العربية هي:
1 - معرفة الحروف العربية بأصواتها وأشكالها.
2 - معرفة الحركات الثلاث: الفتحه والضمة والكسرة، ومعرفة السكون.
3 - معرفة التنوين.
4 - معرفة الضوابط: الشدة والمدة وهمزة الوصل.
توجد طريقتان رئيسيتان تتبعان اليوم في تعليم مبادئ القراءة والكتابة هما: الطريقة الجزئية، والطريقة الكلية، واستحدثت منهما طريقة ثالثة هي الطريقة التوليفية.
 
1 - الطريقة الجزئية:
وتسمى أيضا الطريقة التركيبية ،وهي الطريقة التي تبدأ بالأجزاء وهي الحروف،فإذا كانت تعلم الحرف باسمه سميت الطريقة الأبجدية او الهجائية،وإذا كانت تعلم الحرف بصوته سميت بالطريقة الصوتية،وكلتاهما طريقة جزئية لأنهما تعنيان بتعليم جزء من الكلمة وهو الحرف،وتتدرجان من الحرف إلى تركيب المقطع فالكلمة فالجملة فالقطعة.
ويبدأ كتاب القراء المؤلف عل أساس هذه الطريقة بتعليم الحروف من الدرس الأول- ويبدأ الدرس الأول عادة بتعليم حرفين او ثلاثة أحرف،وقد يبدأ بتعليم أربعة أحرف،ثم يستمر الكتاب بتعليم حرف جديد في كل درس جديد. ولايجري تقديم كلمات الدرس الجديد إلا من الحروف التي سبق للدارس ان تعلمها في الدروس السابقة.
 
2 - الطريقة الكلية:
     إنها تتماشى ونظريات علم النفس الحديثة التي تقول ان الانسان يتعرف الشيء كلا كاملا أول وهلة قبل ان يتعرف أجزاءه ،فهي تبدأ بتعليم الكل،لا الجزء،أي بالجملة او الكلمة وتنتقل بعد ذلك إلى الأجزاء، وهي في الأصل طريقة تهتم بتعليم الجملة أولا – وحتى في حالة تعليمها الكلمة،فان هذه الكلمة تعني جملة تامة – مثل كلمة : ((فارس)) فإنها تعني ((هذا فارس)).
 
3 - الطريقة التوليفية:
تبدأ بالجملة او الكلمة فتوفر للدارسين المتعلمين جانب الشوق وجانب المعنى،وتكسبهم مهارة السرعة في القراءة. وتهتم بتحليل الكلمات تحليلا صوتيا لتمييز أصوات الحروف وربطها برموزها،وبذلك تضمن ميزة معرفة صور الحروف وأصواتها وكتابتها بالتدرج حتى يحسن المتعلم السيطرة على وسيلة هامة من وسائل قراءة الكلمات الجديدة.
خطوات تدريس القراءة والكتابة:
1 - التمهيد للقراءة ( التدريب الصوتي استماعا ونطقا)
يجب ان يسمع الدارس صوت الحرف الجديد،او الكلمة الجديدة من المعلم، وان ينطقها هو بنفسه نطقا مضبوطا قبل ان يتعلم قراءة الحرف اوالكلمة اوكتابتها. ناقش الدارسين، فعن طريق المناقشة تستطيع ان تستثير خبراتهم المتصلة بالموضوع، وتستطيع كذلك ان تستعمل المفردات الجديدة التي ترد في درس القراءة، وحينما ترد هذه الكلمات تقوم بكتابتها على السبورة او تعرضها في لوحة الجيوب،ويقصد بالكلمات الجديدة تلك التي لم ترد في الدروس السابقة ولم يتعلم الدارسون قراءتها من قبل.
2 - القراءة (التدريب البصري)
تهدف هذه الخطوة، بالنسبة للطريقة التوليفية إلى قراءة الدرس قراءة صامته أولا،ثم قراءة جهرية،ويتم ذلك بعد ان يندمج الدارسون في الموقف الذي تعبر عنه الجملة المكتوبة، حيث ان فهمهم لهذا الموقف سيساعدهم على تعرف الكلمات وتذكرها وفهم معاني الجمل، ويستطيع المعلم تحقيق ذلك بمناقشة الدارسين في الصورة التي تتضمنها الصفحة، وذلك بان يسألهم عما هو موجود فيها، وعلاقة الشخصيات بعضها ببعض،وما يقوم به الأشخاص من الأعمال... إلى غير ذلك، وستكون الأسئلة والمناقشات مساعدة على استنتاج معاني الجمل التي تحت الصورة- على ان تنتهي المناقشة لغرض معين يوجه الدارسين في أثناء القراءة. وتبدأ القراءة الصامته أولا- ويبدأ الدارس بالقراءة وفي ذهنه سؤال معين يحاول ان يجد إجابته عن طريق القراءة. والقراءة الجهرية تهدف إلى تدريب الدارسين على النطق الصحيح للكلمات والتعبير عن المعاني التي تشتمل عليها الجملة.أما في كتب الطريقة الصوتية، فاعرض رسم الحرف مكتوبا على بطاقة او على سبورة (اللوح) وأنت تنطق صوته والدارسون ينطقون صوته ... وفي أثناء نطق صوت الحرف اكتبه على السبورة ويقوم الدارسون بنطق صوته والإشارة إلى شكله على السبورة او على البطاقة.
3 - التدريب:
وتهدف هذه الخطوة إلى تكوين القدرات والعادات والمهارات الاساسية للقراءة،والتـي تتعلق بادراك الكلمات او الحروف، ويتضمن ذلك القدرة على فهم
الأفكار الضمنية والقدرة على الاستنتاج. أما في مجال أدراك الكلمات فهناك القدرة على تحليل الكلمة إلى الأصوات التي تتكون منها، والقدرة على تعرف الكلمة من السياق. ويتم ذلك عن طريق التدريبات المذكورة في الكتاب او التي تعدها أنت – أخي المعلم-
أما بالنسبة للطريقة الصوتية،فبعد تقديم الحرف انتقل المؤلفون إلى تركيب مقاطع وكلمات من الحرف الجديد والحروف التي تعلمها الدارس في الدروس السابقة، وهنا عليك ان تستخدم لوحة الجيوب في عملية التركيب.ثم ينتقل المؤلف إلى جمل مكونة من كلمات تعلمها الدارس في الدروس السابقة (او تعلم حروف كلماتها)، والمفروض ان يقرأها الدارس بمفرده، فاكتبها على السبورة ليقرأها الدارسون ثم انتقل بهم إلى القراءة من الكتاب، ولكننا نود ان نبين ان الدارسين كثيراً ما يستظهرون الدرس دون ان يكونوا قادرين على قراءة مفرداته (كلماته) كل على حدة،وتجنبا لذلك ننصح ان تعد بطاقات كل درس لتدريب الدارسين على قراءتها بطريقة الخطف أي يكشف البطاقة وإخفائها بسرعة،والبطاقة الخاطفة هذه تجنب الدارس مساوئ الطريقة الصوتية وهي البطء في القراءة المتأتي من التهجي، أي قراءة الكلمة حرفا حرفا،.بعد ان يقرأ معظم الدارسين الدرس،او جميعهم ويقوموا بحل التدريبات ،انتقل إلى تدريبهم على الكتابة.
 
4 - ربط الدرس بخبرات الدارسين:
وتهدف هذه الخطوة إلى توسيع خبرات الدارسين وتقوية ميلهم إلى القراءة،فبعد الانتهاء من التدريبات تستطيع ان تعود إلى الفكرة الاساسية للدرس او إلى فكرة فرعية منه فتثيرها في أذهان الدارسين، وتتخذ منها محورا للمناقشة وتدفع الدارسين إلى تأملها ونقدها، والتعليق عليها في ضوء خبراتهم.
وبهذه الطريقة يربط الدارسون بين الخبرات التي اكتسبوها عن طريق القراءة وبين خبراتهم السابقة ويستكشفون جوانب كثيرة لم يكونوا يعرفونها من قبل،ومن الضروري ان توزع الوقت بين الخطوات الأربع السابقة توزيعا لا يجعل خطوة تطغي على خطوة،وان تهتم بمعاني الكلمات الجديدة عند عرضها بحيث تحرص على عرضها ضمن كلام يفهمه الدارسون ويؤدي ذلك الكلام إلى وضوح الكلمة وضوحا تاما.
 
طريقة تعليم الكتابة:
ان تعليم الكتابة مرتبط اشد الارتباط بتعليم القراءة، ففي أثناء مرحلة تعرف الكلمات، والجمل يبدو ميل الدارسين واضحا إلى رسم الكلمات والقراءة تنقلب إلى كتابة، لان تعليم الأولى أساس في تعليم الثانية، والقراءة تخلق الدافع في نفوس الدارسين لكي يتعلموا الكتابة، فعندما يتعرف الدارس على مجموعة من الكلمات او الحروف بأشكالها وأصواتها يجد نفسه مدفوعا إلى كتابتها، وعندئذ يشعر بالارتياح، لأنه وجد نفسه قادرا على استعمال اللغة. والكتابة تعتمد على استغلال كثير من الوسائل- كالنقل من الكتاب او السبورة،وهناك التدريبات المختلفة التي توضع للتدريب على نواح معينة.
والمرحلة الأولى في تعليم الكتابة تؤكد فيها استعمال الدارسين أدوات الكتابة،وتكوين ترابط بين حركات الأصابع واليد،فتمرن الدارسين على كتابة الكلمات ورسم الحروف،ويتم ذلك في أثناء القراءة.ومن المهم إلا تصر على الجودة او السرعة في الكتابة من الدروس الأولى،بل من واجبك ان ترشد الدارسين إلى الطريقة الصحيحة في مسك الأقلام، وتحريك اليد في أثناء الكتابة،كما ان عليك ان تنبه الدارسين إلى كيفية حركة اليد في أثناء الكتابة والى الاتجاه الصحيح في رسم الحرف قبل تدريبهم على الكتابة في دفاترهم (كراساتهم) وان تتيح الفرصة لكل دارس للذهاب إلى السبورة والكتابة عليها وان توجهه إلى الاتجاه الصحيح في الكتابة وان تصحح أخطاءه.
ويمكنك استغلال رغبة الدارسين في الدرس الأول وذلك بتوجيههم إلى كتابة أسمائهم على كتب القراءة، فإذا عجز الدارس عن ذلك،فعليك ان تكتب اسمه على الكتاب بخط كبير،وتكلفه بنقله، ومن المهم كذلك حين رسم الحرف ان تقف بجانب السبورة وتمد يدك إلى اليمين ليرى الدارسون كيفية حركة يدك في كتابة الحرف الجديد، وتكرر ذلك عدة مرات،موضحا حركة اليد في أثناء الكتابة.
أما إذا كان الغرض التدريب على كتابة الكلمات فعليك التأكيد منذ البداية على كتابة الكلمة ثم استيفاء النقط، فعند كتابة كلمة (زينب) مثلا لاترفع يدك لوضع النقط لحرف الياء
وحرف النون إلا بعد الانتهاء من رسم حروف الكلمة جميعها.
أما الإملاء فعليك ان تتدرج به من المنقول إلى المنظور وتترك الإملاء الاختباري إلى مرحلة التكميل، وفيما يأتي موجز لذلك:ـ
1 -الإملاء المنقول:
والمراد به نسخ الكلمات او الجمل من الكتاب او السبورة وتدريب الدارسين على الكتابة بالنقل والمحاكاة والتكرار،ومن الطبيعي ان يتدرج المعلم في تعليم الإملاء المنقول فيبدأ بكلمات سهلة ثم يتدرج إلى الجمل.
2 - الإملاء المنظور:
ويقصد به تعليم الدارسين كتابة الكلمات بعد عرضها عليهم وقراءتها وفهمها وهجائها ثم حجبها عنهم ومطالبتهم بكتابتها من الذاكرة،ومن الضرورة ان يتدرج المعلم في تعليم الإملاء المنظور مبتدئا بكلمات سهلة ثم يتدرج إلى الجمل.
3 - الإملاء الاختباري:
وهو المرحلة الأخيرة في تعليم الإملاء،ويراد به ان يكتب الدارسون ما يملى عليهم من كلمات او جمل من الذاكرة مباشرة،وهو يلائم الأشهر الأخيرة من مرحلة التكميل،بعد ان يكون الدارسون قد تمرنوا على الاملائين المنقول والمنظور.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق