السبت، 27 أغسطس 2011

العقاب في التربية


إن تربية الأطفال بالثواب والعقاب مطلوبة لكنها مؤطرة بشروط، ومقننة بقوانين ، فالعقاب الذي يطلب تطبيقه في تربية الأبناء هو الذي لا يؤلم نفسيا ولا يهدر الكرامة.
ونؤكد إن العقاب يجب إن يكون بحكمة.
الا ترى إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا". ويكون ذلك بطريق التأديب والتهذيب لا بطريق العقاب..
ققد كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول العقاب الجسدي بالنسبة للأطفال في أوساط كثيرة، التربويون من جانب، والإختصاصيون النفسيون، من ناحية .. كما دخل المهتمون بقضايا الحقوق ـ حقوق الإنسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل ـ أيضاً في الموضوع.
والعقاب وسيلة من الوسائل المساعدة علي السيطرة على الأبناء . غير أن التوجيه يبقى هو الأساس في العملية التربوية ..
مما لا شك فيه أن الممارسة الخاطئة للعقاب تخلف آثاراً نفسية سيئة علي شخصية الطفل .. وعلي نموه الجسدي والصحي والجنسي .. هذا مايؤكده علماء النفس والتربية، وما تذكره الدراسات العلمية .. حيث تؤكد الأبحاث و التجارب أن الأذية التي تنجم عن المعاملة تؤدي إلي توقف التطور الجنسي وبقائه في المستويات الدنيا للشهوة الحيوانية، وأحياناً أخري يتدني إلي مستوي أقل نضوجاً، ينحرف فيه الشخص المساء إليه ويصبح ضحية لإضطرابات نفسية وشذوذات سلوكية..
ولا يصح بحال أن يكـون العقـاب سخرية وتشهيراً أو تنابزاً بالألـقـاب ، كان ينادى بـ : يا أعور ، يا أعرج ، يا كذاب ، يا لص .
ويعود ضرب الأبناء من قبل آبائهم إلى أسباب اجتماعية ونفسية وثقافية منها:
1. الجهل التربوي: العديد من الأهل لا يدركون الآثار السلبية لأسلوب التسلط على شخصية الطفل ومستقبله.
2. أسلوب التسلط: قد ينعكس هذا الأسلوب على الأهل من التربية التي عاشوها في صغرهم.
3. الاعتقاد: بأن أسلوب العنف هو فقط المجدي من أجل ضبط النظام والهدوء في البيت وهو أسهل الأساليب للوصول إلى الهدف.
قد يدرك بعض الأهل الآثار السلبية لضرب الأبناء فيمتنعون عن استخدامه ويلجأون لأسلوب التهكم والسخرية، العقوبة المعنوية والتي لا تقل تأثيرا على نفسية أبنائهم.
4. الظروف الاجتماعية: التي يمر بها الأهل في العمل والبيت قد يفرغها أحد الوالدين في إطار الأسرة مما ينعكس سلبا على نمو ونفسية أطفالهم.
إن الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للتخويف أو للضرب يحاولون الحصول على القوة من خلال الانتقام الذي يوجهونه للآخرين لأنهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدي إلى إيذاء الآخرين، فالانتقام عند طفل الثانية قد يحدث من خلال بعثرة أطباق الطعام وبعد بلوغه قد يكون الانتقام من خلال الجنوح ومقارعة القيم الاجتماعية.
إذا أردنا أن نعلم الطفل الأمر الصحيح فيجب أن ننتبه أننا نملك فرصة من الزمن طويلة نسبيا ( الطفولة كلها) وأننا خلال كل هذه الفترة يجب أننتبه أن النتائج الفورية قد تؤدي إلى أمور سلبية.
أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدة عن الضرب:
1. النظرة الحادة والهمهمة: (في السنة الأولى أو الثانية من عمرة)
2. الحرمان من الأشياء المحببة إليه: (في السنة الثالثة)
3.أن يترك يتحمل نتائج عمله بعد تنبيهه مسبقاً
4. الحبس المؤقت والإهمال:(من سنتين حتى 12 سنة)
حينما يخطىء الطفل نفعل الآتي :
1.مدح غيره أمامه: بشرط أن يكون للعقاب فقط، وليس في كل الأحوال، كما ينبغي عدم الإكثار من هذا الأسلوب في العقاب لما في تكراره من أثر سيئ على نفس الطفل.
2. الهجر والخصام: على ألا يزيد على ثلاثة أيام ، وأن يرجع عنه مباشرة عندما يعترف الطفل بخطئه.
3 . التهديد بعد أن تستنفد كل الوسائل التربوية الأخرى تضطر تخويف أبنائك وتهديدهم بالضرب وإذا أصر البعض على الخطأ الشديد ولم يأبهوا بتهديدك تضطر أخيرا لتنفيذ تهديداتك بالضرب غير المؤذي ولا المبرح.
4.آخر العلاج الضرب: (لا يضرب الطفل قبل سن العاشرة)
وهناك شروط للضرب لابد أن تراعى:
- الضرب للتأديب كالملح للطعام (أي القليل يكفى والكثير يفسد).
- لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة فيك.
- مراعاة حالة الطفل المخطئ وسبب الخطأ.
- لا يضرب الطفل على أمر صعب التحقيق.
- يعطى الفرصة إذا كان الخطأ للمرة الأولى.
- لا يضرب أمام من يحب.
- الامتناع عن الضرب فورًا إن أصر الطفل على خطئه ولم ينفع الضرب.
- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.
- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به.
- لا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب.
- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ ؛ لأن ذلك فيه إذلال ومهانة، وأشعره أنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق